غيم وغبار كثيف غطى الأفق
وأشجار تناثرت أوراقها ..وطير يرتعد في عشه
أصوات الرياح كعويل الأرمله عند يتم صغارها
وراعي في أعلى الجبال يسأل اللطف
وعيون خائفه تراقب من خلف النوافذ بحذر
وشوارع المدينه خاليه من ساكنيها
وأبواب موصدة خلفها حكايات لم تنتهي
إنعدمت الرؤيا فلاشئ سوى الغبار!
وخلفه في السماء نار مشتعله لشمس حان وقت مغيبها
وهدئت الرياح وعم سكون كاد يوقف نبضات أهل المدينه المفجوعه !
ورعدت تلك الغيوم بصوت إهتزت به البيوت بساكنيها
وهطل غيث الرحمه ليغسل نفوساً متعبة
مطر ومطر زخات منه تشفي القلوب المتألمة
وبينما المدينه تنعم بهذا الهطول خرجت تلك الفتاة من كهف ألاامها
ووقفت تحت المطر لساعات دون ملل ..ولاخوف من صوت رعده الصارخ !
أرادت أن تستمع لتلك القطرات علها تخبرها بمن رحلوا ولم يعودوا
بللها المطر وأخفى ملامح وجهها بشعرها المتقاطر بماءه البارد
كادت تسقط تحت قوت هطوله ؟ لكنها وقفت وصمدت
أرادت أن يخبرها المطر بشئ ولكنه صامت كالبشر لايوحي لهابشئ يعنيها
لم يُطمئن لهفة قلبها على من فقدتهم ولم يُخرجها من تلك الحيرة
ولساعات وقفت تحته حتى إختلطت قطرات المطر بدموعها
بكت وبكت كماتعودت ..
بكت ودموعها تجاري قطرات المطر في الهطول !
عندها حزن المطر عليها كثيراًومن تلك الدموع الكثيفه
التي جارت قوته وهطوله ولأول مرة
تعجب لها ولأمرها وأشفق عليها ..
فلم يعلم أنها تتألم منذ زمن
فأخبرها المطر
وقال لها :
إتنتظري مع شروق الشمس كل يوم عودة حياة جديدة لك
تنفسيها بعمق وودعي الحزن ..إبدئي حياة جديدة وأنعشيها
بروحك كماكانت سابقاً ،فهم هناك بعيداً ولكن أخبروني ان اوحي لك بذلك
لأنك عندما تعيشين هذة الحياة سيشعرون بك وتطئمن قلوبهم فدعي الحزن وعيشي الأمل لحين عودتهم ..
فرحت فتاة المطر وأستبشرت فقد روى بعضاً من ظمئها
وأيقنت أن لاعودة لمن رحلوا..ولن يجدي البكاء ..
سوى أن نبقيهم صورة بلا برواز في قلوبنا ..